العربية: التقط مسبار كاسيني سلسلةً من الصُور أثناء دورانه حول كوكب زُحل في أوائل شهر تشرين الأوَّل (أكتوبر) من سنة 2004م، وقد جُمعت هذه الصُور ومُزجت ورُكِّبت مع بعضها حتَّى كوَّنت الصُورة الأكثر تفصيلًا وشُمولًا وذات الألوان الأكثر طبيعيَّة لِهذا الكوكب المذكور، لِتكون تلك هي أشمل وأبرز صُورة من هذا الطراز جُمعت يومًا.

تتكوَّن هذه اللوحة الفُسيفسائيَّة الكبيرة من 126 صُورة جُمعت وفق طريقةٍ أشبه بِتجميع ولصق البلاط، وتُغطي المنطقة المُمتدَّة بين أواخر حلقة زُحل إلى نهاية طرف الحلقة التالية، وما بينهما من أجزاء الكوكب. التُقطت تلك الصُور على مدى ساعتين يوم 6 تشرين الأوَّل (أكتوبر) 2004م، بينما كان مسبار كاسيني على بُعد 6.3 مليون كيلومتر (3.9 ملايين ميل) تقريبًا من زُحل. نظرًا لأنَّ المشهد الذي رآه المسبار خلال هذه الفترة لم يتغيَّر إلَّا قليلًا، لم يُعاد إنتاج تلك الصُور والقيام بِأي إسقاطٍ عليها.

التُقطت ثلاث صُور (حمراء وزرقاء وخضراء) من خِلال 42 موقعًا لِكُلٍ منها، تمتد عبر مُختلف أنحاء الكوكب. جُمعت تلك الصُور ذات الألوان الكاملة مع بعضها وأنتجت لوحةً فُسيفسائيَّة يصل عرضها إلى 8,888 عنصورة (پكسل) وطولها إلى 4,544 عنصورة (پكسل).

أصغر المعالم الظاهرة هُنا يبلغ عرضها 38 كيلومترًا(24 ميلًا). الكثير من معالم زُحل المُبهرة التي لوحظت سابقًا في صُورٍ التُقطت بِإطارٍ واحدٍ من قِبل مسبار كاسيني يُمكنُ رؤيتها مجموعةً في هذه الصُورة الجامعة: ألوانٌ رقيقةٌ مُتبدلة عبر الحلقات، والحلقة الدقيقة الخيطيَّة المعروفة بِحلقة ح، وظلال الحلقات المُلقاة على النصف الشمالي أزرق اللون من الكوكب، وظل الكوكب يعبر الحلقات من جهة اليسار، والعواصف الزرقاء الرماديَّة في النصف الجنوبي من الكوكب جهة اليمين. يُمكن رؤية قمر ميماس الصغير وقمر يانوس الأصغر حجمًا حتَّى في أدنى يسار الصُورة.

كانت زاوية الشمس وزُحل والمسبار، المُسماة أيضًا بِمرحلة العُبُور، تبلغ 72 درجة؛ ولِهذا السبب، يظهر الكوكب مُضاءٌ جُزئيًّا في هذه الصُورة. في وقتٍ لاحقٍ ،من هذه المُهمَّة، عندما يتتبع المسبار مساره بعيدًا عن زُحل وباتجاه الشمس سيكون بِإمكانه النظر إلى الخلف مُجددًا ورؤية زُحل وحلقاته في مشهدٍ أكثر إنارة.